أنواع الاختبارات التحصيلية ( الصفية)
هناك عدة أنواع من الاختبارات التحصيلية التي يمكن استخدامها في غرفة الصف ، ومن هذه الأنواع :
1 ـ الاختبارات الشفوية : وفيها يوجه الفاحص للمفحوص أسئلة شفوية ، ويستجيب المفحوص بالطريقة نفسها ، وهي من أقدم أنواع الاختبارات وتستخدم في تقويم مجالات معينة من التحصيل كالقراءة الجهرية وإلقاء الشعر وتلاوة القرآن الكريم .
2 ـ الاختبارات المقالية : وهي الاختبارات ذات الإجابة الحرة ، ويطلق عليها أحياناً اسم الاختبارات الإنشائية أو التقليدية ، ولأن هذه الاختبارات تتيح للمفحوص فرصة إصدار جوابه الخاص به وكيفية تنظيم الإجابة تركيبها فهي تساعد على قياس أهداف معقدة معينة كالابتكار والتنظيم والمكالمة بين الأفكار والتعبير عنها باستخدام الفاظه الخاصة ، ومن نقاط ضعف هذا النوع من الاختبارات قلة شمول أسئلتها للمادة الدراسية جميعها ، وتأثر تصحيحها بالعوامل الذاتية للمصحح .
3 ـ الاختبارات الموضوعية : ويطلق عليها اسم الاختبارات الحديثة مقارنة بالاختبارات المقالية ، وقد اشتهرت باسم الموضوعية لما تمتاز به من دقة وموثوقية ولعدم تأثر تصحيحها بالعوامل الذاتية للمصحح ، وهي أنواع متعددة أشهرها : الصواب والخطأ ، والاختيار من متعدد ، والمقابلة ، والتكميل .
ومع ما تتميز به الاختبارات الموضوعية من موضوعية وشمول وارتفاع في معاملي الصدق والثبات وسهولة في التطبيق والتصحيح إلا أن إعدادها صعب وتقصر عن قياس بعض الأهداف التعليمية المعقدة كالتركيب والتقويم كما أنها تفتح مجالاً للغش والتخمين من قبل المفحوصين ، ولذلك فإنه ينصح بعدم استخدامها منفردة دون الاختبارات المقالية ، بل يفضل المزج بين النوعين وهذا يعود طبعاً إلى طبيعة المادة الدراسية .
4 ـ الاختبارات الأدائية : وهي الاختبارات التي تقيس أداء الأفراد بهدف تعرف بعض الجوانب الفنية في المادة المتعلمة وفي بعض المهارات التي لا يمكن قياسها بالاختبارات الشفهية أو الكتابية من مقالية وموضوعية ، وذلك فهي لا تعتمد على الأداء اللغوي المعرفي للطالب ، وإنما تعتمد على ما يقدمه الطالب من أداء عملي في الواقع
أغراض الاختبارات التحصيلية ( الصفية)
إن أغراض الاختبارات التحصيلية متصلة بأغراض القياس والتقويم عامة ، ومن هذه الأغراض :
1 ـ التشخيص : أي محاولة تعرف جوانب القوة والضعف لدى الطالب في جانب من جوانب التحصيل للاستفادة من النتائج في تدعيم جوانب القوة ومعالجة جوانب الضعف مع ما يستدعيه ذلك من تقويم لأسلوب التدريس أو المناهج أو المرافق التعليمية المختلفة ومصادر التعلم ، مع الإشارة إلى أن هناك اختبارات خاصة بالتشخيص ، ولكن هذا لا ينفي عن الاختبارات التحصيلية الصفية العادية وظيفة التشخيص .
2 ـ التصنيف : أي تصنيف الطلاب إلى تخصصات مختلفة : أكاديمي ـ تجاري ـ صناعي ـ زراعي ، وما إلى ذلك ، أو تصنيفهم إلى مجموعات اعتماداً على قدراتهم العقلية أو ميولهم . وبطبيعة الحال لا يكون هذا التصنيف ممكناً إلا بالاعتماد على نتائج الطلاب على اختبارات تحصيلية ، أو اختبارات خاصة ، أو وسائل قياس أخرى من مقابلات شخصية واستبانات وقوائم وما إلى ذلك .
3 ـ قياس مستوى التحصيل : والذي عبرنا عنه مسبقاً بمدى تحقق الأهداف التعليمية لدى المتعلم في مادة دراسية بعينها ، وفي المواد الدراسة جميعها . هذا وأن الاختبارات التحصيلية في معظمها إنما تنصب على تحقيق هذا الهدف بقصد الأخذ بنتائجه في تحسين مستوى التعليم وترفيع الطلاب إلى صفوف أعلى وما إلى ذلك .
4 ـ أغراض أخرى : كالمسح ، والتنبؤ ، والتغذية الراجعة للطلاب ، وقد أشرنا إلى هذه الأغراض سابقا
تفسير نتائج الاختبارات التحصيلية ( الصفية)
عند إجراء الاختبارات الصفية وتصحيحها سواء أكانت كتابية أم شفوية أم أدائية ، فلا بد من تفسير نتائجها . وذلك حتى يتمكن المعلم من إعطاء الحكم المناسب على العلامات التي حصل عليها المفحوصون في هذه الاختبارات . ولتفسير نتائج الاختبارات التحصيلية يستخدم نوعان من الاختبارات هما :
1 ـ اختبارات محكية المرجع criterion –referenced tests
. 2 ـ اختبارات معيارية المرجع norm – referenced tests .
أولاً : اختبارات محكية المرجع :
الاختبارات محكية المرجع هي الاختبارات التي تقّوم أداء الطالب في ضوء محك معين يأخذ مستوى الطالب بعين الاعتبار ، وقد شاع استخدام هذه الاختبارات حديثاً في مجال التربية والتعليم ، لما لها من فائدة كبيرة في الموضوعية عند الحكم على مستوى المتعلم ومعرفة مدى تحصيله في مجال من المجالات التحصيلية . وتعود هذه الاختبارات إلى العالم الأمريكي جيلزر ، (1962) .
خصائص الاختبارات محكية المرجع :
تتصف الاختبارات محكية المرجع بعدد من الخصائص أهمها :
1 ـ يحدد المحك لهذه الاختبارات بناء على خبرة المعلم ومعرفته بتلاميذه .
ومثال ذلك أن معلم الرياضيات قد يحدد إمكانية حل الطالب لعشرة أسئلة على الجذر التربيعي ، حلاً صحيحاً ، دليلاً على استيعابه بموضوع الجذر التربيعي . وهنا إذا أعطي الطالب خمسة عشر سؤالاً واستطاع أن يحل عشرة منها بشكل صحيح أو أكثر من عشرة فإنه يعني أنه استوعب الموضوع ( الجذر التربيعي ) . أما إذا لم يستطع حل ذلك العدد من الأسئلة كأن يحل تسعة أسئلة . أو أقل فهذا يعني أنه لم يستوعب الدرس .
2 ـ في الاختبارات المحكية المرجع يقارن أداء الطالب بالمحك ، وليس يغيره ، كما هو متعارف عليه في الاختبارات المبنية على المعيار المرجعي . ففي المثال السابق يقارن أداء الطالب بعدد الأسئلة الصحيحة اللازمة لاعتبار تحقيق هدف الاستيعاب .
3 ـ الاختبارات المحكية المرجع من وسائل التقويم التكويني :
وهذا يعني أنه قد تجري عدة مرات للمادة الواحدة ، والتي قد يحدد المعلم محكات لكل اختبار في المادة نفسها . وبالتالي فإن نجاح الطالب في أحدها لا يعني نجاحه بالمادة جميعها .
ومثال ذلك ، أن نجاح الطالب في استيعاب الجذر التربيعي ، كما في المثال السابق ، لا يعني نجاحه في مادة الرياضيات جميعها .
وحتى يحكم على استيعاب الطالب لمادة الرياضيات ، لابد أن يجتاز المحكات المرجعية جميعها والمحددة لكل دروس الرياضيات . وهذا أيضاً يختلف عن الاختبارات التي تبنى على معيارية المرجع التي تحقق الأهداف العامة للمادة .
ومثال آخر على ذلك من مادة اللغة العربية ، فإذا حدد المعلم بأن حفظ قصيدتين شعريتين من بين ثلاث قصائد موجودة في مادة اللغة العربية ، هو شرط نجاح الطالب في مادة المحفوظات ، وإذا حفظ طالب ما قصيدتين من بين القصائد الثلاث المذكورة فإنه يكون قد حقق هدف الحفظ للمحفوظات فقط ، ولا يعتبر قد استوعب مادة اللغة العربية ككل .. وهكذا .
4 ـ تقسم الاختبارات المحكية المرجع حسب أغراضها إلى قسمين هما :
أ ـ اختبارات محكية صفية classroom mastery criterion وفي هذا النوع من الاختبارات لا تقارن نتائج طلاب الصف الواحد بشكل فردي وإنما تقارن نتائج الطلاب جميعهم في الصف الواحد بشكل جماعي . وهنا يعتبر تحقيق المحك دليلاً على تحقيق المعلم لأهداف المادة الدراسية .
مثال ذلك ، لو فرضنا أن معلم مادة العلوم قام بتحديد الهدف التالي كمحك لتحقيق أهداف تدريس مادة العلوم : " أن يعدد 70% من طلاب الصف الرابع الابتدائي أسماء خمسة حيوانات تأكل العشب من بين صور لحيوانات متعددة موجودة أمامه " ، فإذا أجري اختبار لهؤلاء الطلاب وتبين أن 70% منهم عددوا خمسة حيوانات آكلة للعشب وبشكل صحيح . فإن المعلم سيعتبر أن أهداف تدريسه لهذه المادة قد تحققت .
ب ـ الاختبارات المحكية للطالب student mastery criterion وفي هذا النوع من الاختبارات المحكية يقارن أداء الطالب بهذا المحك للتعرف إلى مدى تحقيقه للأهداف . وهذا النوع بعكس النوع السابق ففي حين نقوم في الاختبارات لمحكية الصفية بمقارنة أداء مجموع الطلاب بالمحك ، إلا أننا هنا نقوم بمقارنة أداء كل طالب على حدة بالمحك في حالة استخدام الاختبارات المحكية للطالب .
مثال ذلك أن يحدد المعلم إجابة الطالب إجابة صحيحة لخمسة أسئلة من ثمانية كشرط لنجاحه في امتحان يومي أو غيره ، وهنا إذا استطاع الطالب حل خمسة أسئلة فأكثر من بين الأسئلة الثمانية بصورة صحيحة فإنه يمكن القول أنه قد نجح وحقق الأهداف من تلك المادة .
وإذا لم يتمكن إلا من حل أربعة أسئلة أو أقل بشكل صحيح من بين الأسئلة المذكورة ، فإنه يعتبر فاشلاً في الامتحان :
5 ـ يمكن للمعلم أن يحدد درجات لهذه الاختبارات :
ومثال ذلك أن يحدد المعلم بأنه إذا حل الطالب خمسة أسئلة من بين ثمانية أسئلة حلاً صحيحاً فهو متوسط وإذا حل ستة أسئلة فهو جيد ، وإذا حل سبعة أسئلة فهو ممتاز .
6 ـ تقوم اختبارات محكية المرجع بتحديد ماذا يعرف الطالب في مادة ما وماذا يستوعب منها .
7 ـ يحدد (brickell) سبع نقاط أساسية يمكن من خلالها عمل اختبارات محكية عالية الدقة وهي :
ـ أن يحدد المعلم الكتابات أو الانجازات المراد تحقيقها من الطالب بدقة .
ـ أن يحدد كيفية قياس أداء التحصيل بدقة .
ـ أن يحدد الوقت المناسب لقياس الأداء عند الطلاب .
ـ أن يحدد الحد الأدنى للنجاح .
ـ أن يحدد كيف يمكن زيادة أو تقليل الحد الأدنى للنجاح في ضوء عدد الرسوب والناجحين
ـ أن يحدد فيما إذا كان المحك للصف ككل أم للطالب الواحد .
ـ أن يحدد ماذا يجب أن يعمل تجاه الطلاب الذين فشلوا في الامتحان أو على المحك .
ثانياً : الاختبارات معيارية المرجع norm – referenced tests :
تعرف الاختبارات معيارية المرجع بأنها تلك الاختبارات التي تقّوم أداء الطالب في ضوء معايير معينة بحيث تسمح هذه المعايير بمقارنة أداء الطالب بأداء غيره من الطلاب من المستوى نفسه .
وقد شاع استخدام هذا النوع من الاختبارات حديثاً ، جنباً إلى جنب مع الاختبارات محكية المرجع .
خصائص الاختبارات معيارية المرجع :
1 ـ تحدد هذه الاختبارات بواسطة لجان متخصصة ، بحيث تكون عامة على مستوى الدولة .
2 ـ يمكن من خلال هذه الاختبارات مقارنة أداء الطلاب ببعضهم بعضاً ، وهنا يمكن القول : الطالب الأول والطالب الثاني ، وهكذا . فمثلاً الطالب الذي يحصل على معدل 80% يمكن القول بأنه يتفوق على 79% من الطلبة .
3 ـ تعتبر اختبارات معيارية المرجع من وسائل التقويم الختامي ، وبالتالي تجري مرة واحدة سنوياً أو كل فصل دراسي ، وتشمل المادة كلها في الغالب .
4 ـ في الاختبارات معيارية المرجع ، ينظر للمادة الدراسية ككل لا كأجزاء فامتحان اللغة العربية مثلاً يتضمن القواعد ، والقراءة ، والمحفوظات ... وعلامة الطالب عليها كلها يعني علامة الطالب في اللغة العربية . ويمكن في هذه الاختبارات أن يغطي نجاح الطالب في بعض الفروع على رسوبه في فروع أخرى ، فنجاح الطالب في القواعد مثلاً قد يغطي رسوبه في القراءة ، وبالتالي ينظر لنجاحه في مادة اللغة العربية ككل .
5 ـ في هذه الاختبارات تحدد في العادة علامة النجاح والعلامة العليا ، فمثلاً لو كانت العلامة الكلية (100) تكون علامة النجاح (50) وهي متوسط العلامة والحد الأعلى (100) .
6 ـ يحدد العالم (كروبو KRUBO ) شروط إعداد الاختبارات معيارية المرجع فيما يلي :
أ ـ عمل جدول مواصفات للتقيد بالأوزان الحقيقية لجوانب المادة الدراسية .
ب ـ تحديد الأهداف المراد قياسها .
ج ـ تحديد الطلاب المراد تطبيق الاختبار عليهم .
د ـ تهيئة ظروف مناسبة وموحدة للطلاب .
مقارنة بين الاختبارات محكية المرجع والاختبارات معيارية المرجع
محكية المرجع
معيارية المرجع
يقيّم كل سؤال في المادة بالتتابع
يقيّم المادة ككل
تجري عدة مرات في الفصل الدراسي
تجري مرة أو مرتين في الفصل الدراسي عادة
من وسائل التقويم التكويني
من وسائل التقويم الختامي
يقارن فيها أداء الطالب بالمحك
يمكن إجراء مقارنة مع أداء الطلاب الآخرين
يعدها المعلم ويحددها
تعدها لجنه مختصه
تركز على خصوصيات المادة الدراسية بحيث يتم إجراء اختبار كل جزء على حده
تركز علي العموميات بحيث يتم اختبار الماده ككل
طبيعة الأسئلة تشتق من عمليات التعلم فإذا أجاب الطلبة على أسئلة الامتحان بعد الدراسة فهذا يعني أن أسلوب الدراسة والتدريس فعالين
الغرض من الأسئلة الحصول على توزيع أوسع للدرجات حتى يمكن توزيع الطلبة حسب المنحنى السوي .